> تأثير الحشيش على العقل.هل تدخين الحشيش يجعلك غبياً ؟ | آخر أخبار الإدمان
» » تأثير الحشيش على العقل.هل تدخين الحشيش يجعلك غبياً ؟


تدخين المخدرات ربما ليس أفضل دليل على ذكاء المرء، ولكننا نتحدث اليوم عن الغباء الاستثنائي، الغباء الذي يعادل هبوط معدل الـ IQ الخاص بالمدخن بضع درجات، الغباء الذي يتبعه انطفاء عدد لا يستهان به من العصبونات في المخ.

بناء على تجارب تم إجراءها على بعض الحيوانات، وبعض المسح البياني لأدمغة مدخني الحشيش، قدّمت لنا تلك الفحوصات أسباب القلق: الماريجوانا ذات تداخلات نفسية وكيميائية مع المخ، وقد تؤدي ايضاً الى تغيرات بنيويه في المخ، وهي آثار تظل متواجدة بقوة لبعضة أسابيع على الأقل بعد الاستخدام، وهناك تضارب في نتائج الأبحاث حول ما إذا كانت تلك التغيرات طويلة المدى أم قصيرة المدى.

تعاطي الحشيش الآن أصبح قانونيًا في عدة دول حول العالم، وفي الولايات المتحدة الامريكية مثلاً نجد أن الحشيش (الماريجوانا) تباع بشكل قانوني في أربع ولايات هي آلاسكا، كولورادو، أوريغون وواشنطون، وبينما تجرم بعض الولايات (والدول) بيع أو تدخين الماريجوانا، وهناك بعض الدول والولايات التي تسمح بها بشكل جزئي عن طريق السماح بتداول وتدخين الماريجوانا الطبية.

وفي استطلاع تم عام 2013 أوضح أن عدد المؤيدين لجعل الماريجوانا قانونية في الولايات المتحدة الأمريكية تبلغ نسبتهم 58 بالمائة، بفارق ضخم بين تلك النتيجة، ونتيجة نفس الاستطلاع الذي تم عام 1962 وكانت نسبة الموافقين على إتاحة الماريجوانا بشكل قانوني 12 بالمائة فقط، الماريجوانا لم تكن أكثر رواجاً من اليوم.




وبالرغم من تلك الضجة فإن الدراسات العلمية والبحثية حول الماريجوانا قليلة، إذ أن الدراسات التي تُغطي موضوع مخدر الكوكايين تمثل ثلاث أضعاف عدد تلك الدراسات التي تدور حول الماريجوانا، إلا أن المجتمع العلمي والباحثون بدأوا بالاهتمام بدراسة الماريجوانا بشكل أكبر، بعد النزاعات القانونية التي يشهدها العديد من دول العالم، ما بين مؤيد ومعارض، من هذه الأبحاث ما يقوم على أساس فردي تماماً وغرض بحثي شخصي ومنها أبحاث تتم بتكليف قانوني محدد من قبل الدولة.

ومن جهة أخرى، فإن الباحثون يؤكدون على أنه ليس بالضرورة أن تدخين الحشيش مفيد للمخ كما يروج عدد كبير من المتحدثين عن القضية، فقد أوضحت دراسة إحصائية إن الذين يدخنون الحشيش كل يوم كانوا أقل استجابة لبعض الاختبارات المتعلقة بالإدراك والتفكير والذكاء والتحكم في النفس وفي الحركات الدقيقة للجسم، من أولئك الذين يدخنون الحشيش بمعدل مرة واحدة في الشهر أو أقل.

ولكن يظل السؤال الملح والأكثر أهمية: هل يؤثر تدخين الحشيش على المخ على المدى الطويل؟ هل يقوم الحشيش بتخريب البناء الدماغي وتعطيل عمل العصبونات، هل يدمر الحشيش خلايا المخ دون فرصة أن يتم تجديدها مرة أخرى؟
اثار تدخين الحشيش على الدماغ

قالت الدراسات إن اثار تدخين الحشيش تتضمن عوامل مؤثرة على الدماغ، مثل تضاؤل حجم اللوزة الدماغية المسئولة عن التحكم في المشاعر والتفكير العاطفي، ونمط الشعور بالترهيب والترغيب عند الإنسان، وعند بعض الذين يملكون استعدادًا جينيًا أكثر نشاطاً، يمكن أن تصيبهم تلك التغيرات بالشيزوفرانيا (الفصام)، وهو المرض الأكثر انتشاراً بين مدخني الحشيش.

وفي دراسة نشرت في مجلة سايكوفارماكولوجي عدد يناير 2016 أشارت دراسة بريطانية واسعة تم إجراءها على 2235 مراهق ممن قاموا بتدخين الحشيش لمدة لا تزيد عن العام، ووجدوا أن معظمهم لا يوجد بين مستواه الدراسي وبين العام الذي دخن فيه الحشيش بانتظام أي علاقة متبادلة او مميزة، فالنمط العام للمستوى الدراسي للطلاب كان ثابتاً في هذا العام مثل أي عام آخر، ونسبة عشرين بالمائة من الطلاب تبين أن عام تدخين الماريجوانا هذا أثر عليهم بشكل أو بآخر، فإن اثار تدخين الحشيش كانت أن جعلت بعضهم زاد مستوى تحصيله الدراسي وان كانوا قلة، والبعض الأخر أو الأكثر قل مستوى تحصيلهم الدراسي بشكل عام.



وفي تساؤل هام تم طرحه في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم في فبراير 2016، عن الأولوية الصحية نفسياً وعصبياً، هل هي للتوعية بأخطار اثار تدخين الحشيش ؟ أم التوعية للمضار النفسية التي قد تتسبب في الهرب إلى عالم المخدرات؟ وفيما يكفي توعية الشباب بالمخاطر الصحية للمخدرات، يحتاج الباحث لتوعية الأسرة كاملة بتفهم رعاية نفسية المراهق في المنزل لكي لا يهرب من المشاكل الأسرية إلى المخدرات.

في النهاية، يبدو أن الاجابة على السؤال في بداية المقال لن تكون سهلة، وستحتاج إلى جهد أكبر من العلماء، وإلى دقة أكبر من الضمير الإنساني، فالمخدرات اليوم تحوي مواد أقوى واكثر خطورة من تلك التي كانت موجودة منذ عقود، وأعتقد أننا لا يزال امامنا وقت طويل حتى نعرف الاجابة الصحيحة نرجو من الله ان يلهمنا الصواب ويعافينا من شر المخدرات.

عن المدون Unknown

مدون عربي اهتم بكل ماهو جديد في عالم التدوين وخاصة منصة بلوجر ووردبريس
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد